إن خطة الهجرة هذه، قد بدأت منذ العقد الماضي، وذلك بالانتقال إلى توزيعة تسمى LiMux وهي توزيعة رسمية في مدينة ميونخ؛ ولقد كانت بمثابة دليل على أن المنتجات مفتوحة المصدر قادرة على الحلول مكان منتجات ميكروسوفت.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هذا اﻷمر واجه معارضة كبيرة، ليس فقط من المسؤولين الداخليين، ولكن أيضا من قبل المنظمات في الخارج، زاعمة أن الانتقال للمصدر المفتوح قد لا يكون استثمارا ناجحا.
ولعلّ واحدا من أكبر المعارضين، كان هو "ستيف بالمر" (المدير التنفيذي السالف لشركة ميكروسوفت)، الذي كان مسؤولا عن أعمال ميكروسوفت في مدينة ميونخ، عندما قررت الاستغناء عن ويندوز.
وفي منشور نُشِر اليوم على موقع opensource.com، ونقلا عن المعلومات المقدّمة من قِبل "بيتر هوفمان" وهو رئيس مشروع LiMux، فإن ستيف بالمر قرر بنفسه السفر إلى ميونخ لكي يناقش رئيس البلدية حتى يقنعه باستخدام برمجيات ميكروسوفت عوضا عن المصادر المفتوحة.
- يقول هوفمان:
لقد حاول ستيف بالمر إقناع رئيس البلدية بأنه سيكون قرارا سيئا إذا انتقل إلى المصادر المفتوحة، ﻷنه من الصعب إداراتها أو اعتمادها.
ولكنّ بعض أعضاء مجلس المدينة ناوله ردًا قويا قائلا:
كيف يظن شخص ما، حتى لو كان من شركة عملاقة، أنه بوسعه أن يأتي هنا وببساطة، معتقدًا أن بإمكانه تغيير قرارنا؟!
وما حدث بعد ذلك كان مضحكا للغاية، خصوصا في مهارات بالمر في التفاوض؛ ويضيف هوفمان:
لقد كان رئيس بلديتنا مستعدا لعقد اجتماع مع ستيف بالمر، وﻷن اﻹنجليزية ليست بلغته اﻷم، فقد سأل المترجم الخاص به "ما الذي أقوله إن كنت لا أملك الكلمات الصحيحة للكلام معه؟"؛فأجابه المترجم: "كن هادئا وبعد أن ينهي كلامه، فكّر قليلا ثم قل "ما الذي يمكنك أن تقدمه لنا غير ذلك؟" وبعد ذلك خلال الاجتماع، كان رئيس بلديتنا ليس لديه ما يقول لبالمر، ما عدا تكرار قول "ما الذي يمكنك أن تقدمه لنا غير ذلك؟" عدّة مرات، وبعد سنوات، علم بالمر أنه قد انبهر بشدة عن مدى الصعوبات التي واجهها في المفاوضات".
وفي النهاية قررت ميونخ أن تتحول إلى لينكس، ولقد فقدت ميكروسوفت واحدة من أهم معاركها في التاريخ؛ ولقد اتضح لنا اﻵن جليا أن ميونخ هي تماما بخير من دون منتجات ميكروسوفت.
0 التعليقات: